بدأ العد التنازلي(3)

هذه الرسالة أرسلها إلى كل معلمة أبية
اجتهدت ومازالت تجتهد في عملها..
فقد تذكرت أخواتي المعلمات
وانا هنا أتمتع بإجازتي التي على وشك أن تنتهي
ولكن شغاف القلب معهن
وهن يقفن في غرف لجان الاختبارات
بكل شموخ وكبرياء ويقضة
لملاحظة طالباتهن اللاتي درسن على ايديهن

فهذا المشهد وان اختلف في المكان

تشابه من حيث الوضع النفسي

فهذا الجندي في ساحة المعركة
يراقب دلفت عدو من أي اتجاه
وهن في وسط ساحة الاختبار لا يعلمون
في أي لحظة أو من أي اتجاه سوف يظهر
شبح اااااقصد طلة المديرة ومعها المشرفة
لاصطياد خطا أو هفوة من إحدى هؤلاء
الجنود اللاتي لا حول لهن ولا قوة
سوى تنفيذ شروط تصدرتها لائحة طويلة
عريضة من لوائح الاختبارات والتي تتضمن
الكثير من التعليمات بعدم لفظ أي كلمة
ولا تنبس بحرف واحد للمعلمة
التي معها تؤازرها في تلك الموقعة
أو الجلوس ولو برهة وخاصة قبل مرور
موكب تلك المديرة ومعها تلك المتصيدة
للأخطاء صبرا جميلا والله المستعان

تذكرت في هذه اللحظة في مثل هذه الأيام
قصة لاثنتين من زميلات العمل الأولى تتألم
من وجع الم بها والثانية عندما شاهدت
زميلتها بتلك الحالة رثيت لحالها وأحبت
أن تقدم لها يد المساعدة في يوم مميز فلقد
تم إعفاءها من ملاحظة الطالبات في ذلك اليوم
وكم كانت فرحتها بهذا الأمر,ولكن آثرت المساعدة
وتفريج كربة زميلتها على راحتها
وما هي إلا أيام وإذا بـ الزميلة الثانية الفزيعة
التي رثت لزميلة لها
تمر بظرف صعب وكم تمنت لو تسمع صوت إحدى
الزميلات وخاصة الزميلة الأولى التي كانت
مريضه والمعنية بالأمر
وكانت تنظر حولها لعل وعسى ان..

ولكن لاحياة لمن..
وذهبت إلى موقع المعركة وهي ترثى ولكن
هذه المرة ترثى لحالها هي
سلمولي كثير السلام

على الأخوية والتعاون .